كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله تعالى: {أن سخط الله عليهم} أن والفعل في تقدير مصدر مرفوع خبر ابتداء محذوف: أي هو سخط الله، وقيل في موضع نصب بدلا من ما أي بئس شيئا سخط الله عليهم، وقيل هو في موضع جر بلام محذوفة، أي لأن سخط.
قوله تعالى: {عداوة} تمييز، والعامل فيه أشد، و{للذين آمنوا} متعلق بالمصدر أو نعت له {اليهود} المفعول الثاني لتجد {ذلك} مبتدأ، و{بأن منهم} الخبر: أي ذلك كائن بهذه الصفة.
قوله تعالى: {وإذا سمعوا} الواو هاهنا عطفت إذا على خبر أن، وهو قوله: {لا يستكبرون} فصار الكلام داخلا في صلة أن وإذا في موضع نصب ب {ترى} وإذا وجوابها في موضع رفع عطفا على خبر أن الثانية، ويجوز أن يكون مستأنفا في اللفظ، وإن كان له تعلق بما قبله في المعنى، و{تفيض} في موضع نصب على الحال، لأن ترى من رؤية العين، و{من الدمع} فيه وجهان: أحدهما أن من لابتداء الغاية: أي فيضها من كثرة الدمع.
والثانى أن يكون حالا، والتقدير: تفيض مملوءة من الدمع، وأما {مما عرفوا} فمن لابتداء الغاية ومعناها: من أجل الذي عرفوه، و{من الحق} حال من العائد المحذوف {يقولون} حال من ضمير الفاعل في عرفوا.
قوله تعالى: {وما لنا} ما في موضع رفع بالابتداء، ولنا الخبر، و{لا نؤمن} حال من الضمير في الخبر، والعامل فيه الجار: أي مالنا غير مؤمنين، كما تقول: مالك قائما {وما جاءنا} يجوز أن يكون في موضع جر: أي وبما جاءنا {من الحق} حال من ضمير الفاعل، ويجوز أن تكون لابتداء الغاية: أي ولما جاءنا من عند الله، ويجوز أن يكون مبتدأ ومن الحق الخبر، والجملة في موضع الحال {ونطمع} يجوز أن يكون معطوفا على نؤمن: أي ومالنا لانطمع، ويجوز أن يكون التقدير: ونحن نطمع، فتكون الجملة حالا من ضمير الفاعل في نؤمن، و{أن يدخلنا} أي في أن يدخلنا، فهو في موضع نصب أو جر على الخلاف بين الخليل وسيبويه.
قوله تعالى: {حلالا} فيه ثلاثة أوجه: أحدها هو مفعول كلوا، فعلى هذا يكون مما في موضع الحال لأنه صفة للنكرة قدمت عليها، ويجوز أن تكون من لابتداء غاية الأكل، فتكون متعلقة بكلوا كقولك: أكلت من الخبز رغيفا إذا لم ترد الصفة.
والوجه الثاني أن يكون حالا من ما لأنها بمعنى الذى، ويجوز أن يكون حالا من العائد المحذوف فيكون العامل رزق.
والثالث أن يكون صفة لمصدر محذوف: أي أكلا حلالا، ولايجوز أن ينصب حلالا برزق على أنه مفعوله، لأن ذلك يمنع من أن يعود إلى ما ضمير.
قوله تعالى: {باللغو في أيمانكم} فيه ثلاثة أوجه: أحدها أن تكون متعلقة بنفس اللغو لأنك تقول: لغا في يمينه، وهذا مصدر بالألف واللام يعمل ولكن معدى بحرف الجر.
والثانى أن تكون حالا من اللغو: أي باللغو كائنا أو واقعا في أيمانكم.
والثالث أن يتعلق في بيؤاخذكم {عقدتم} يقرأ بتخفيف القاف وهو الأصل، وعقد اليمين هو قصد الالتزام بها، ويقرأ بتشديدها وذلك لتوكيد اليمين كقوله: «والله الذي لا إله إلا هو» ونحوه، وقيل التشديد يدل على تأكيد العزم بالالتزام بها، وقيل إنما شدد لكثرة الحالفين وكثرة الأيمان، وقيل التشديد عوض من الألف في عاقد، ولايجوز أن يكون التشديد لتكرير اليمين لأن الكفارة تجب وإن لم تكرر، ويقرأ {عاقدتم} بالألف، وهى بمعنى عقدتم كقولك: قاطعته وقطعته من الهجران {فكفارته} الهاء ضمير العقد، وقد تقدم الفعل الدال عليه، وقيل تعود على اليمين بالمعنى لأن الحالف واليمين بمعنى واحد، و{إطعام} مصدر مضاف إلى المفعول به، والجيد أن يقدر بفعل قد سمى فاعله، لأن ما قبله ومابعده خطاب، ف {عشرة} على هذا في موضع نصب {من أوسط} صفة لمفعول محذوف تقديره: إن تطعموا عشرة مساكين طعاما أو قوتا من أوسط: أي متوسطا {ما تطعمون} أي الذي تطعمون منه أو تطعمونه {أو كسوتهم} معطوف على إطعام، ويقرأ شاذا {أو كاسوتهم} فالكاف في موضع رفع: أي أو مثل أسوة أهليكم في الكسوة {أوتحرير} معطوف على إطعام وهو مصدر مضاف إلى المفعول أيضا {إذا حلفتم} العامل في إذا كفارة إيمانكم، لأن المعنى ذلك يكفر أيمانكم وقت حلفكم {كذلك} الكاف صفة مصدر محذوف أي يبين لكم آياته تبيينا مثل ذلك.
قوله تعالى: {رجس} إنما أفرد لأن التقدير إنما عمل هذه الأشياء رجس، ويجوز أن يكون خبرا عن الخمر وإخبار المعطوفات محذوف لدلالة خبر الأول عليها، و{من عمل} صفة لرجس أن خبر ثان، والهاء في {اجتنبوه} ترجع إلى الفعل أو إلى الرجس والتقدير رجس من جنس عمل الشيطان.
قوله تعالى: {في الخمر والميسر} في متعلقة بيوقع، وهى بمعنى السبب: أي بسبب شرب الخمر وفعل الميسر، ويجور أن تتعلق في بالعداوة، أو بالبغضاء: أي أن تتعادوا، وأن تتباغضوا بسبب الشرب، وهو على هذا مصدر بالألف واللام معمل، والهمزة في البغضاء للتأنيث وليس مؤنث أفعل، إذ ليس مذكر البغضاء أبغض وهو مثل البأساء والضراء {فهل أنتم منتهون} لفظه استفهام، ومعناه الأمر:
أي انتهوا، لكن الاستفهام عقيب ذكر هذه المعايب أبلغ من الأمر.
قوله تعالى: {إذا ما اتقوا} العامل في إذا معنى: ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح: أي لايأثمون إذا ما اتقوا.
قوله تعالى: {من الصيد} في موضع جر صفة لشئ، ومن لبيان الجنس، وقيل للتبعيض إذ لا يحرم إلا الصيد في حال الإحرام، وفى الحرم وفى البر والصيد في الأصل مصدر، وهو هاهنا بمعنى المصيد، وسمى مصيدا وصيدا لمآله إلى ذلك وتوفر الدواعى إلى صيده، فكأنه لما أعد للصيد صار كأنه مصيد {تناله} صفة لشئ، ويجوز أن يكون حالا من شيء لأنه قد وصف، وأن يكون حالا من الصيد {ليعلم} اللام متعلقة بليبلونكم {بالغيب} يجوز أن يكون في موضع الحال من من أو من ضمير الفاعل في يخافه: أي يخافه غائبا عن الخلق، ويجوز أن يكون بمعنى في: أي في الموضع الغائب عن الخلق، والغيب مصدر في موضع فاعل.
قوله تعالى: {وأنتم حرم} في موضع الحال من ضمير الفاعل في تقتلوا، و{متعمدا} حال من الضمير الفاعل في قتله {فجزاء} مبتدأ والخبر محذوف، وقيل التقدير.
فالواجب جزاء، ويقرأ بالتنوين، فعلى هذا يكون {مثل} صفة له أو بدلا، ومثل هنا بمعنى مماثل، ولايجوز على هذه القراءة أن يعلق من النعم بجزاء، لأنه مصدر وما يتعلق به من صلته، والفصل بين الصلة والموصول بالصفة أو البدل غير جائز، لأن الموصول لم يتم فلا يوصف ولا يبدل منه، ويقرأ شاذا {جزاء} بالتنوين، ومثل بالنصب، وانتصابه بجزاء، ويجوز أن ينتصب بفعل دل عليه جزاء: أي يخرج أو يؤدى مثل، وهذا أولى فإن الجزاء يتعدى بحرف الجر، ويقرأ في المشهور بإضافة جزاء إلى المثل، وإعراب الجزاء على ما تقدم، ومثل في هذه القراءة في حكم الزائدة، وهو كقولهم: مثلى لا يقول ذلك: أي أنا لاأقول، وإنما دعا إلى هذا التقدير أن الذي يجب به الجزاء المقتول لامثله، وأما {من النعم} ففيه أوجه: أحدها أن تجعله حالا من الضمير في قتل لأن المقتول يكون من النعم، والثانى أن يكون صفة لجزاء إذا نونته: أي جزاء كائن من النعم، والثالث أن تعلقها بنفس الجزاء إذا أضفته، لأن المضاف إليه داخل في المضاف فلا يعد فصلا بين الصلة والموصول، وكذلك إن نونت الجزاء ونصبت مثلا لأنه عامل فيهما فهما من صلته، كما تقول: يعجبني ضربك زيدا بالسوط {يحكم به} في موضع رفع صفة لجزاء إذا نونته، وأما على الإضافة فهو في موضع الحال، والعامل فيه معنى الاستقرار المقدر في الخبر المحذوف {ذوا عدل} الألف للتثنية، ويقرأ شاذا ذو على الإفراد، والمراد به الجنس، كما تكون من محمولة على المعنى، فتقديره: على هذا فريق ذو عدل أو حاكم ذو عدل، و{منكم} صفة لذوا، ولايجوز أن يكون صفة العدل لأن عدلا هنا مصدر غير وصف {هديا} حال من الهاء في به وهو بمعنى مهدى، وقيل هو مصدر، أي يهديه هديا، وقيل على التمييز، و{بالغ الكعبة} صفة لهدى، والتنوين مقدر: أي بالغا الكعبة {أو كفارة} معطوف على جزاء: أي أو عليه كفارة إذا لم يجد المثل، و{طعام} بدل من كفارة أو خبر مبتدإ محذوف أي هي طعام، ويقرأ بالإضافة، والإضافة هنا لتبيين المضاف، و{صياما} تمييز {ليذوق} اللام متعلقة بالاستقرار: أي عليه الجزاء ليذوق، ويجوز أن تتعلق بصيام وبطعام {فينتقم الله} جواب الشرط، وحسن ذلك لما كان فعل الشرط ماضيا في اللفظ.
قوله تعالى: {وطعامه} الهاء ضمير البحر، وقيل ضمير الصيد، والتقدير: وإطعام الصيد أنفسكم، والمعنى أنه أباح لهم صيد البحر وأكل صيده بخلاف صيده البر {متاعا} مفعول من أجله، وقيل مصدر: أي متعتم بذلك تمتيعا {مادمتم}
يقرأ بضم الدال وهو الأصل، وبكسرها وهى لغة، يقال دمت تدام {حرما} جمع حرام ككتاب وكتب، وقرئ في الشاذ حرما بفتح الحاء والراء: أي ذوى حرم، أي إحرام، وقيل جعلهم بمنزلة المكان الممنوع منه.
قوله تعالى: {جعل الله} هي بمعنى صبر فيكون {قياما} مفعولا ثانيا، وقيل هي بمعنى خلق فيكون قياما حالا، و{البيت} بدل من الكعبة.
ويقرأ {قياما} بالألف: أي سببا لقيام دينهم ومعاشهم، ويقرأ {قيما} بغير ألف، وهو محذوف من قيام كخيم في خيام {ذلك} في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف: أي الحكم الذي ذكرناه ذلك: أي لاغيره، ويجوز أن يكون المحذوف هو الخبر، ويجوز أن يكون في موضع نصب: أي فعلنا ذلك أو شرعنا، واللام في {لتعلموا} متعلقة بالمحذوف.
قوله تعالى: {عن أشياء} الأصل فيها عند الخليل وسيبويه شيئاء بهمزتين بينهما ألف وهى فعلاء من لفظ شئ، وهمزتها الثانية للتأنيث، وهى مفردة في اللفظ ومعناها الجمع، مثل قصباء وطرفاء، ولأجل همزة التأنيث لم تنصرف، ثم إن الهمزة الأولى التي هي لام الكلمة قدمت فجعلت قبل الشين كراهية الهمزتين بينهما ألف خصوصا بعد الياء فصار وزنها لفعاء، وهذا قول صحيح لايرد عليه إشكال.
وقال الأخفش والفراء: أصل الكلمة شيء مثل هين على فعل، ثم خففت ياؤه كما خففت ياء هين فقيل شيء كما قيل هين، ثم جمع على أفعلاء وكان الأصل أشياء.
كما قالوا هين وأهوناء ثم حذفت الهمزة الأولى فصار وزنها أفعاء فلامها محذوفة.
ومثل آخرون الأصل في شيء شيئ مثل صديق، ثم جمع على أفعلاء كأصدقاء وأنبياء، ثم حذفت الهمزة الأولى، وقيل هو جمع شيء من غير تغيير كبيت وأبيات وهو غلط، لأن مثل هذا الجمع ينصرف، وعلى الأقوال الأول يمتنع صرفه لأجل همزة التأنيث، ولو كان أفعالا لانصرف، ولم يسمع أشياء منصرفة البتة، وفى هذا المسألة كلام طويل فموضعه التصريف {إن تبد لكم تسؤكم} الشرط وجوابه في موضع جر صفة لأشياء {عفا الله عنها} قيل هو مستأنف، وقيل هو في موضع جر أيضا، والنية به التقديم: أي عن أشياء قد عفا الله لكم عنها.
قوله تعالى: {من قبلكم} هو متعلق بسألها، ولايجوز أن يكون صفة لقوم ولاحالا، لأن ظرف الزمان لا يكون صفة للجثة ولاحالا منها ولا خبرا عنها.
قوله تعالى: {ما جعل الله من بحيرة} {من} زائدة.
وجعل هاهنا بمعنى سمى فعلى هذا يكون بحيرة أحد المفعولين والآخر محذوف: أي ما سمى الله حيوانا بحيرة ويجوز أن تكون جعل متعدية إلى مفعول واحد بمعنى ما شرع، ولاوضع، وبحيرة فعيلة بمعنى مفعولة.
والسائبة فاعلة من ساب يسيب إذا جرى، وهو مطاوع سيبه فساب، وقيل هي فاعلة بمعنى مفعولة: أي مسيبة.
والوصيلة بمعنى الواصلة، والحامي فاعل من حمى ظهره يحميه.
قوله تعالى: {حسبنا} هو مبتدأ وهو مصدر بمعنى اسم الفاعل، و{ما وجدنا} هو الخبر {ما} بمعنى الذي أو نكرة موصوفة، والتقدير: كافينا الذي وجدناه ووجدنا هنا يجوز أن تكون بمعنى علمنا، فيكون {عليه} المفعول الثاني، ويجوز أن تكون بمعنى صادفنا فتتعدى إلى مفعول واحد بنفسها.
وفى عليه على هذا وجهان: أحدهما هي متعلقة بالفعل معدية له كما تتعدى ضربت زيدا بالسوط.